وإذ يتابع تيار يا بلادي مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية المتسارعة في ليبيا وما يتخللها من مناكفات باتت تصف بعض الثوابت الوطنية بالمسائل الخلافية حتى توشك أن تصل بالبلد إلى حافة الانهيار، فإننا نؤكد على التالي:

أولاً: إن ثورة السابع عشر من فبراير كفلت حق التعبير لكل الليبيين بدون استثناء بعد سنوات طويلة من الاستبداد والقهر الذي وصل إلى قتل وسجن وملاحقة أي صوت أو فكر أو رأي غير صوت المستبد.

وبالتالي فإن الرأي والصوت الآخر مسموع ويساهم في بناء دولة ليبيا الجديدة، بل مكفول بشرعية ثورة فبراير المجيدة ما لم يمس ثوابتنا الشرعية والوطنية.

ثانياً: إن حق المواطنة أيضا هو من أبرز مكتسبات ثورة 17 فبراير المجيدة، إذ أن كل ليبي له حقوق وعليه واجبات ولا تفريق بين أبناء الوطن الواحد في المشاركة السياسية عدا من ثبت تورطه في قضايا جنائية سواء قبل أو بعد فبراير، وإن ثورة فبراير ليست صك غفران لكائنٍ من كان، كما أنها ليست شماعة لأي طرف لأن يلصق بها كل نقيصة.

ثالثاً: إن علم ليبيا حسب دستور الاستقلال في 1951م مكون من ثلاثة ألوان هي الأحمر والأسود والأخضر ويتوسطه هلال ونجمة باللون الأبيض. يطلق عليه «علم الاستقلال» وقد استخدم للمرة الأولى بعد استقلال ليبيا وإعلان المملكة الليبية المتحدة وقد وضعت تصميمه هيئة تشريعية ليبية عام 1951م. حتى ألغي استخدامه بعد انقلاب سبتمبر 1969 أو ما سمي (ثورة الفاتح) وبالتالي فإن ثورة فبراير 2011 ارجعت علم الاستقلال الذي ضحى من أجله الأجداد ضد المستعمر، فلن نسمح اليوم لكائنٍ من كان أن ينازعنا في راية تضحيات الآباء المؤسسين والأجداد المجاهدين التي ارجعتها ثورة فبراير بعد تغييب دام 42 عاماً.

رابعاً: إن ما انطبق على علم استقلال ليبيا ينطبق تماماً على نشيد ليبيا الذي طمسه وزوره انقلاب سبتمبر 1969م طيلة 42 عاماً حتى جاءت ثورة 17 فبراير 2011 وأرجعت علم ونشيد الاستقلال الذي ارتضاه الآباء وجاهد من أجله الأبطال الأبرار وقدمت فيه قوافل من الشهداء.

خامساً: إن كل ليبي لَيدرك تماماً أن ليبيا تسع الجميع ولن تُبنى إلا بمصالحة وطنية شاملة تنطلق من ثوابت شريعتنا السمحة تقتص من الظالم وترد للمظلوم حقه، وأما ما يعقد من صفقات سياسية تحت شعارات المصالحة الوطنية فهذه لا تبني دولة العدل التي ينشدها أبناء الشعب الليبي ولا سبيل لذلك إلا بعدالة انتقالية حقيقية.

 

عاشت ليبيا حرة أبية

حرر في طرابلس

الثلاثاء 10 يناير 2023