القائد باختصار هو الذي يوجه غيره إلى هدف ما من خلال قوة تأثيره عليهم.
وهناك من يعبر عن هذا التعريف بألفاظ وتراكيب مختلفة لكنها قريبة من هذا المعنى.
الذي يهمنا في هذا ان القائد هو الذي يؤثر في غيره ويوجه غيره.

والذين يقودهم القائد هم الأتباع، وهم يختلفون ولهم تسميات وتصنيفات مختلفة.
وهؤلاء الاتباع إن كانوا يتبعون قائدهم عن قناعة به وبأهدافه وبالطريق الذي سيسلكه بهم فهم في الحقيقة قادة لكنهم اختاروا أن ينسقوا جهودهم ويتحدوا ليكونوا جسما واحدا برأس واحد. وهؤلاء عادة ما يساعدون قيادتهم في تحقيق أهدافها حتى بدون توجيه فهم يعرفون الهدف ويعرفون الطريق إليه وسيسير كل واحد منهم تجاه الهدف حتى لو ترك وحده.

والنوع الآخر من الأتباع هم الذين لا يعرفون ما يريدون وليس لديهم قناعاتهم المستقلة، بل هم لضعفهم كلما قيل لهم رأي تبنوه وساروا فيه بدون علم ولا فهم ولا معرفة. وهؤلاء هم الإمعات. وهم لا يثبتون على طريق، ولا يستطيعون السير بمفردهم، وكلما هبت عليهم ريح مالوا معها، وكلما نعق ناعق اتبعوه.
في العالم الافتراضي يظهر جليا الفرق بين سلوك الإمعات وسلوك غيرهم، فالإمعات يكررون ما يسمعون وما يقرؤون بدون أن يتفحصوه ويكتبون كلاما قاله غيرهم دون أن يعلموا هل هو حقيقة أم كذب!
وبهذا يتم توجيههم من قبل قادة الراي للأهداف التي يريدها هؤلاء القادة ويتم استخدامهم -في حملات التشويه مثلا- كما يستخدم القلم الذي نكتب به.
فعادةً عندما تبدأ حملة لتشويه شخصيةٍ معينةٍ تبدأ الحملة بفكرةٍ وعن قصدٍ من شخصٍ أو جهةٍ لها مصلحة في ذلك، تنشر هذا التشويه في صفحات التواصل بحسابات وهمية لتظهر وكأنها قناعة لدى عدد كبير من الناس، ثم بعد ذلك يدخل الإمَّعات الذين _ بحكم طبيعته وضعفهم يكررون ما يقرؤون فتتسع دائرة التشويه ليدخل بها إمَّعات آخرون وهكذا حتى يخيل إليك أنه رأي معتبر من شريحة من الشعب وهو في الحقيقة رأي طرف معين انتشر في وسط معين بسبب سذاجة هذا الوسط وضعف عقله ورأيه.

التوقيع (مواطن ليبي حريص على بلده وشعبه)